لا أحد يعرف متى بدأت
أول أسرة، وأظهر التنقيب عن الآثار في الكهوف القديمة ان الرجال والنساء والأطفال
عاشوا معا في مجموعات صغيرة. وليس من المؤكد مع ذلك ان كانت تلك المجموعات قد
استقلت في البداية كوحدات تتكون من أب وأم وأطفال كما هي الأسرة التي نعرفها
اليوم، وان كانت النساء يعتنين بأطفالهن على الأرجح. وكانت تلك "الأسرة"
تتدفأ بالنار وتحمي نفسها من الحيوانات المفترسة بأسلحة بسيطة.
ان وجود نوع أسري من الحياة أكثر ضرورة للبشر منه
للمخلوقات الأخرى، لأن الطفل البشري هو اعجز مخلوق على وجه البسيطة. فمعظم الحشرات
وغيرها من أشكال الحياة الدنيا تستطيع أن تدب على الأرض وان تحصل على غذائها حالما
تفقس من بيضها. غير أن صغار أشكال الحياة الأرقى مثل رضع البشر وصغر الدببة
والحيوانات الأخرى يجب تغذيتها وحمايتها.
ويقوم الأب عادة بإحضار الطعام للأم وبحماية الصغار
من الأعداء، والأم هي الأكثر أهمية، لأنها تزود رضيعها بالحليب. وهكذا تكونت
الأسرة لأن من الضروري أن يظل الأطفال والبالغون معاً.
وخلال مئات الآلاف من السنين التي كانت الحياة
الأسرية موجودة فيها، تطورت أشكال مختلفة من التنظيم العائلي باختلاف الشعوب. ففي
بعض القبائل كان رب العائلة هو شقيق الأم، ولم يكن للأب أي مسؤولية على الأطفال.
وتزوج الفراعنة في مصر القديمة اخواتهم، وفي عصر
التوراة كان الرجل يتزوج أكثر من امرأة واحدة. وفي بعض الشعوب كان يجوز للمرأة أن
تتزوج عدة رجال. وزواج الرجل او المرأة بأكثر من شريك واحد يسمى بتعدد الأزواج.
إرسال تعليق