من عادة بعض الحيوانات
مثل الجاموس و البقر و الخراف والماعز و الإبل... أن تبلع طعامها ثم تعيده بعدها إلى
أفواهها لتجتره باسترخاء. وتسمى هذه الحيوانات بالحيوانات المجترة. فهل تعرفون كيف
تطورت هذه العادة غير العادية لدى هذه الحيوانات؟
قبل آلاف السنين
لم تكن هذه الحيوانات تستطيع حماية نفسها من أعداء مثل الأسد و النمر وغيرهما. ولكي
تحافظ على بقائها طورت عادة غير عادية في تناول الطعام. ولقد لجأت إلى ابتلاع طعامها
بسرعة دون مضغه ليتسنى لها الهرب راكضة إلى مكان آمن تستطيع فيه مضغ طعامها وهي مطمئنة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : ما الذي يجعل هذه العلمية الغريبة ممكنة؟
لقد أصبحت هذه
العملية ممكنة في الحقيقة بفضل الجهاز الهضمي المميز لهذه الحيوانات، اذ تتكون أمعاؤها
من أربع حجيرات هي :
1 : الكرش . المعدة الأولى للحيوانات
المجترة.
2 : الشكة.
3 : أم التلافيف.
4 : المعدة الحقيقية أو الماسوم.
وعندما يبتلع الحيوان
الطعام فانه يذهب مباشرة إلى الكرش وهو أكبر الأمعاء الأربعة. ويكون الطعام في هذه
المرحلة في شكل كرة خشنة فيقوم الكرش بتليينها وترطيبها. وتنتقل منه إلى الشكة حيت
تتحول إلى قطع صغيرة ذات أحجام معقولة. وعندما
يحين وقت الإجترار يعود الطعام إلى أفواه الحيوان بواسطة عملية تدعى التقيؤ. وبعد اجترار
الطعام يذهب إلى أم التلافيف ومنها إلى المعدة حيت يتم هضمه. وخلافا لغيرها من المجترات
لا توجد معدة ثالثة في الإبل.
إن البقر و الخراف
و الماعز ليس لهم أية أسنان في الفك العلوي . بدل ذلك نجد طبقة صلبة من اللثة. وبمساعدة
الفك الأسفل وهذه الطبقة ترعى هذه الحيوانات آخذة الطعام في فمها.
إرسال تعليق