يرى البعض ان الهدف
من الحياة هو تحقيق النعيم والسعادة الأبدية، وان الوصول الى ذلك يمكن تحقيقه من خلال
الوصول الى المعرفة الحقة. ويعرف البعض هذه الحالة من النعيم والسعادة الابدية بأنها
الالوهية نفسها. ومن الطبيعي ان يحاول الناس تحقيقها بحمل مختلف الآراء عنها واتباع
طرق متنوعة للوصول اليها.
وهكذا فان اليوغـــــا هي نظام للإتحاد مع الله، والتسامي بالروح الى الحالة
المذكورة اعلاه والنمو والصفاء الروحيين. ان ماهو متعارف عليه باسم يوغا في الواقع
هو هاثايوغا.
وتهدف الهاثايوغا الى تقوية اجسامنا الى الحد الذي نستطيع فيه التركيز على الحقيقة
النهائية للحياة وتحقيق هدف الحياة المذكور اعلاه. ان الهاثايوغا يتحكم بجسمه وتنفسه
من خلال نظام الاسانا والبرانيام. والاسانا تساعد الجميع في الحصول على صحة جيدة خالية
من كل الامراض. وقد أثبت نظام الاسانا فائدة كبيرة في العالم اليوم الذي يعيش توترات
لا نهاية لها، ولذلك فقد اصبح نظاما شعبيا جدا حتى في البلدان الغربية المتقدمة، لا
بل ان الحكومة الهندية تروج بالدعاية للهاثايوغا في التليفزيون وكانت تفكر بإدخاله
كمقرر إلزامي في المدارس الهندية. ومن انظمة اليوغا الاخرى :
نظام يدعى ( بهاكتي ) وآخر يدعى (كارما) وثالث (جنان يوغا) واشهر البهاكتيوغا
شعراء قديسون مثل سيرداس وتولسيداس. والبهاكتي تسعة انواع وهو نظام يعَرف الله بأنه
الصديق ساخا أو سوامي ... وممارس هذا النوع من اليوغا يطور إيمانا قويا بالله بهذه
الرؤية المحددة فيصبح لامباليا تماما ويبدأ بالتمتع بالحالة نفسها من النعيم والسعادة
الابدية.
أما اليوغا الكارما فهي مناسبة لذوي العقول النشطة وتتعامل مع اداء الواجبات
حيث ينبذ ممارسها حافز الارتباط ونتيجة ما يفعله. ويمكن تحقيق الهدف نفسه من خلال المعرفة
الكاملة : الجنانا يوغا.
من الواضح ان موضوع اليوغا برمته فلسفي جدا وكان يشغل اهتمام بعض افضل الادمغة
في العالم منذ أقدم العصور. وقد صاغ مبادئه
الرئيسية الحكيم باتا نجالي، في كتابه الشهير يوغا ستراس في حوالي عام 200 قبل الميلاد.
إرسال تعليق